مراجعة رواية كحل وحبهان لعمر طاهر | أكل ونوستالجيا

في هذا المقال نستعرض مراجعة رواية كحل وحبهان من تأليف الكاتب عمر طاهر والصادرة عن دار الكرمة عام 2018.

ملخص رواية كحل وحبهان للكاتب عمر طاهر

قصة الرواية تعتبر بسيطة جدًا، فهى تعتبر سرد لبعض الأحداث دون الإعتماد بشكل كُلي على عنصر القصة، وتتكون من محورين، والأثنين بطلهم واحد وهو «سيسكو» أو «عبد الله» مع إختلاف الأزمنة.

المحور الأول يستعرض مقتطفات من حياة طفل في زمن أواخرالثمانينات وبالتحديد عام 1988، والتي تضم كمية نوستالجيا هائلة، ملخص هذا المحور هو إن «عبد الله» يريد ان يذهب إلى حفل لمحمد منير، ولكي يفعل ذلك يجب أن يكون مؤدب وغير مفتعل للمشاكل طوال فترة ما قبل الحفل، وهذا لكي يوافق والده على ذهابه، وبالطبع المحور لم يكتفي بذلك فقط بل تطرق الكاتب أيضًا إلى بعض المواضيع والأحداث الجانبية.

أما بالنسبة للمحور التاني فهو يتناول «سيسكو» أو «عبد الله» بعد ما كَبُر، وبالتحديد في عام 2008 و2009 و2017، والكاتب أيضًا تطرق في هذا المحور إلى عنصر الأكل وكل ما لذ وطاب بالإضافة لبعض الرومانسية العفيفة الهادئة.

ملاحظات على رواية كحل وحبهان للكاتب عمر طاهر

- زي ما قولت الرواية تعتبر سرد لبعض الأحداث دون الإعتماد بشكل كلي على عنصر القصة، فعادي بقى أنه يطلع من مشهد يخش في مشهد تاني، يوقف مشهد ويحكي مشهد قديم بعد كدة يرجع يكمل المشهد الي وقفه، فالموضوع مش منظم نسبيًا، ولكن أنت كل الي عليك تعمله أنك تمشي مع الحدث مطرح ما يروح، وتحاول تنسجم مع الأحداث.

طيب هل أسلوب الكتابة حلو؟ بحيث أنه يخليك تكمل لحد النهاية، بكل تأكيد نعم، ومش أنا الي هتكلم عن عمر طاهر من الناحية الفنية، فأترك هذا الشأن لصاحب الشأن، مع تعليقي الوحيد وهو على اللغة، الي كانت مطعمة بشكل واضح جدًا ببعض من الجمل والكلمات العامية، حاجة زي كدة كانت ضرورية أنها تتكتب زي ما بتتقال بالظبط، علشان تعرف تنسجم مع الأحداث بشكل أكبر.


بالنسبة للجزء بتاع الأكل بصراحة هو معجبنيش، ودي حاجة متعيبش الرواية إطلاقًا، لأن دي حاجة مني أنا مش من الرواية، والسبب هو أن أنا مش من المهوسيين أو المحبين للأكل، فشايف أن الكاتب مزودها شوية في الوصف بتاع الأكل، وساعات بيطول منه، محشي، فخدة مشوية، كوارع مسلوقة، فبالتالي أنا بمل لأن الموضوع بالنسبالي مش مثير إطلاقًا، فعلشان كدة يمكن مستمتعش بالجزء ده، ولكن طبعًا بالنسبة لشخص تاني بيحب الأكل أكيد هيُعجب بيه جدًا، وده لأنه مكتوب بشكل جيد، وأنا طبعًا عكس كل الناس الي اتكلمت عن الرواية، وبيقولوا أن الرواية بتجوع.

أما بقى الجزء الي عجبني هو النوستالجيا، وبصراحة أي حاجة فيها نوستالجيا بتعجني، يمكن علشان أنا معشتش في الزمن ده، وعلشان أنا شايف أن الحياة زمان أفضل من دلوقتي بكتير، فدايمًا أنا عندي الجزء بتاع الحنين للماضي ده.

وأخر حاجة هتكلم فيها هى الغلاف، والي بصراحة كان مختلف جدًا، وفكرة أنك تحط صورة مديحة كامل كغلاف للكتاب فكرة عبقرية من كريم آدم، ولكن مشكلتها أنها هتلفت النظر بسهولة، فالو أنت مثلًا ماشي في الشارع وماسك الكتاب وعليه الصورة دي ممكن تبقى محرجة شوية، فالحل أنك تمسك الكتاب من الضهر بالشكل ده هو أه برضوا الصورة هتبان بس هتبقى أرحم شوية، بعيدًا بقى عن الصورة ففي شوية تفاصيل برضوا كدة والي هى النويز الي موجودة في الصورة، معرفش دي من الصورة نفسها ولا المصمم هو الي عاملها بس طالعة بشكل جميل وواقعي.

وبس يا شباب ده كان رأيي في رواية كُحل وحبهان للكاتب عمر طاهر، لو عايز بقى ملخص الي أنا قولتوا ده كلوا فهو كالتالي، الراواية ليها عنصرين فقط هما الأكل والنوستالجيا، لو بتحبهم يبقى تقرأها فورًَا لأنها هتعحبك جدًا، مع العلم إنها عجبتني جدًَا بردوا ولكن بإستثتناء الجزء بتاع الأكل، وبس كدة

عن الكاتب عمر طاهر

بعد ما شوفنا مراجعة رواية كُحل وحبهان خلينا نتكلم شوية عن عمر طاهر.

عمر طاهر مولود سنة 1975، يعني الراجل دلوقتي عنده تقريبًا 45 سنة، فالراجل ميعتبرش شاب، يعني نقدر نقول عليه راجل مخضرم عاصر سنين كتير ومرت عليه أحداث أكتر.

خلينا نتعرف على نبذة صغيرة ملخصة جدًا عن حياة عمر طاهر الأدبية، وده لأنه كتب حاجات كتير للسينما والتلفزيون ولكن ده مش موضوعنا حاليًا.

عمر طاهر بدء في بدايته كشاعر، وكان أول كتاب ليه بإسم مشوار لحد الحيطة وصدر سنة 1998، وكمل بعد كدة وكتب 4 كتب منهم 3 دواوين شعر وكتاب واحد عبارة عن ترجمة لرواية على نهر بيدرا جلست وبكيت للكاتب العالمي باولو كويلو.

بعد كدة أتجه عمر طاهر لإتجاه تاني وهو الأدب الساخر والمقالات ودي كانت بدايته مع دار أطلس، والي كتب معاهم 12 كتاب وكان عمر طاهر ساعتها في عزه.

وبعد مسيرة حافلة مع دار أطلس أمتدت ل9 سنين، يتعاقد عمر طاهر مع دار الكرمة، ويبتدي من خلالها يسلك طريق مختلف عن أي حاجة قدمها، يعني كتب شعر كتب ساخر كتب مقالات.

جه الوقت بقى أنه يسلك طريق جديد وهو أنه يكتب في النوستالجيا، كتب مع دار الكرمة 4 كتب، إذاعة الأغاني، صنايعية مصر، كتاب المواصلات، وأخيرًا كُحل وحبهان، الأربع الكتب هتحس فيهم بريحة نوستالجيا طالعة منها، مع إختلاف المواضيع طبعًا.

والسؤال هنا هل عمر طاهر هيكمل في سكة النوستالجيا بحسبة كتاببين مثلًا أو 3 كتب، ولا هيبتدي يتجه لسكة جديدة كعادته، هننتظر إن شاء الله الأعمال القادمة.
حسام مصطفى
بواسطة : حسام مصطفى
مدون تقني ومحرر صحفي، اتخذت من مدينة أسوان بمصر مقرًا لي، ساهمت بخبرتي في إثراء الفضاء الرقمي بأكثر من 700 مقال، تتلألأ مسيرتي المهنية بشهادات مرموقة منها شهادة إتمام دورة Reuters التدريبية في الصحافة الرقمية وشهادة التدريب من أكاديمية Deutsche Welle في الصحافة البناءة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-