مراجعة رواية حورس (أحجية التاريخ القديم) للكاتب ضياء الدين خليفة | أبو الكتب


السلام عليكم ومراجعة جديدة من مُراجعات أبو الكتب، اليوم سنتحدث عن رواية حورس للكاتب الشاب ضياء الدين خليفة، الصادرة عن دار المعارف  في معرض القاهرة الدولي  للكتاب عام 2018.

ملخص الرواية :
يُسَلط الكاتب ضياء الدين خليفة الضوء علي حياة حورس، فيحكي قصة حياته، وكيف نشأ، وكيف نجا من الموت وهو صغير، والذي مَر به في حياته حتي أصبح حورس صَانع التاريخ، ويتحدث أيضًا عن الذين سَاعدوه في نشأته، مثل والدته إيزيس الزوجة المخلصة التي أعتنت بأبنها جيدًا بعد وفاة أو في روايةً أخري أختفاء زوجها أوزيريس في ظروف غامضة، ولكن إيزيس مازالت صامدة ومؤمنة بداخلها أنه مازال حي، وفي يومًا من الأيام سوف يأتي ويُعَوضها عن كل الأيام التي ذاقت فيها طعم المعاناة، ويوجد أيضًا شخصية آلكيدر، الشاب الذي هاجر من أراضي العرب شرقًا واتجه إلي جنوب مصر، والذي أشتهر ببراعته في الطب رغم صغر سنه، ويوجد أيضًا شخصية سِرقت، الذي ساعد حورس وإيزيس فالأنتقال من مكان لأخر، ولكن الكاتب لم يُسَلط كُل الضوء علي حياة حورس فقط، بل أنه تناول أيضًا في نفس الرواية بعضًا من قصص الأنبياء مثل قصة سيدنا آدم، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا نوح، وسيدنا صالح، وسيدنا هود، (عليهم السلام جميعًا)، وكل هذا في إطار درامي ومثير ومشوق بالإضافة إلي روح المغامرة، فــ هل حورس هو ذاته هرقل وهركليز وثور ؟، وهل حورس كان موجود بالفعل أم أنه كان مجرد أسطورة ؟، ومن هو ذو القرنين ؟، كل هذه الاسئلة يجاوب عليها الكاتب في رواية حورس.

المناقشة :
1- حورس ليس كتاب تاريخ، حورس ليس مَرجع تاريخي يُمكنك أن تَستمد معلوماتك منه، وهذا هو المكتوب والذي قاله الكاتب في الصفحة الرابعة من الرواية، فيجب التنويه إلي هذه النقطة، حورس هي رواية تاريخية وده إن لم تكن خيالية، حورس رواية عادية لها قصة وأحداث ومشكلة وحل وصراع ونهاية، بتحكي الرواية قصة البطل المصري حورس وبتتناول بعض قصص الأنبياء، الرواية مكونة من 245 صفحة ومُقسَمة علي ثلاث فصول، الرواية تقدم لك وجبة تاريخية دسمة كلفت الكاتب ثلاث سنوات في الكتابة والبحث والمراجعة، وهذا هو الدافع الذي حصلت من أجله علي جائزة نجيب محفوظ بمسابقة إبداع 5 التي تُقام علي مستوي جامعات مصر، الرواية سعرها تقريبًا من 35 إلي 40 جنية مصري وذلك حسب المنطقة التي تسكن بها، سعرها جيد جدًا تقريبًا بالنسبة لجودة الطباعة وجودة المحتوي.
2- أسلوب سرد الكاتب متاخذ الطابع التقديمي قليلًا، وكأنه يجلس بجانبك ويسرد لك الأحداث، ويقول جُمل يخاطب بها القارئ مباشرةً مثل "أنتظر قليلًا سوف نتطرق إلي هذا الموضوع بعد قليل" ولكن صراحةً اسلوب الكاتب جميل وبسيط وسهل جدًا، ولكن العقبة الوحيدة التي قابلتها مع أسلوبه هو أن هناك بعض الأحداث والمشاهد لم يَكتُب فيها الكلام الكافي لكي أتخيل مسار الحدث إلي أين يذهب، ولكن هذه العقبة لم تواجهني كثيرًا، وأيضًا لغة ضياء، لغة عربية فصحي بسيطة وسلسة، ليست في درجة مرتفعة ولا في درجة ركيكة، فهي في درجة متوسطة، وأعتقد هذا الأسلوب هو المنتشر حاليًا بين الكُتاب الشباب، لذلك صعب أن تجد كاتب شاب ويكتب بـ لغة قوية.
3-  المعلومات وأنت تقرأ الرواية سوف تجدها تأتي إليك من كل ناحية، والكاتب تَمكن من أنه يوظف هذه المعلومات في مكانها المناسب، بحيث لا تعطي إليك أحساس بأنك تقرأ كتاب "دراسات أجتماعية"، مثل مدينة "دمنهور" التي كان أسمها في الأصل "دي من حور" ومعناها هو مدينة الإله حورس، فـمع مرور الأيام والسنوات بدأت تتغير طريقة نطق هذا الأسم فتحول من "دي من حور" إلي "دي من هور" ثم بعد ذلك تحولت وكما نسميها نحن الأن "دمنهور"
4- الرواية غالب عليها الطابع الخيالي قليلًا، وأسأل نفسي سؤالًا، وهو هل حور كان موجود بالفعل أم كل هذا يعتبر أسطورة كان لها تأثيرها علي المصريين في يوم من الأيام وأن الكاتب يُحييها مرة أخري ويحكي تفاصيل هذه الأسطورة كيف كانت ؟، وذلك لأن الرواية بها أشياء صعب أن العقل يصدق أنها حدثت في أرض الواقع، بمعني أن هذه الأشياء أقرب من أنها تندرج تحت تصنيف الخيال، أذن السؤال هنا الآن، هل حورس رواية تاريخية أم رواية خيالية ؟، إذا قُلت أن الرواية تاريخية فأنت تُثبت بذلك أن حورس شخصية حقيقية وكان موجود بالفعل، أما إذا قُلت أن الرواية خيالية فأنت بذلك تُثبت بأن حورس ليس له وجود في الحياة. ضَعوا لي إجاباتكم لهذا السؤال في التعليقات.
وفي النهاية الرواية جميلة جدًا وأنصحكم بقرأتها ويمكنك أن تبدأ قراءة بها، أو تنصح أحد بأنه يبدأ قراءة بها.

ولمشاهدة المراجعة علي اليوتيوب :
حسام مصطفى
بواسطة : حسام مصطفى
مدون تقني ومحرر صحفي، اتخذت من مدينة أسوان بمصر مقرًا لي، ساهمت بخبرتي في إثراء الفضاء الرقمي بأكثر من 700 مقال، تتلألأ مسيرتي المهنية بشهادات مرموقة منها شهادة إتمام دورة Reuters التدريبية في الصحافة الرقمية وشهادة التدريب من أكاديمية Deutsche Welle في الصحافة البناءة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-